وحيد .... لماذا ؟؟
علي الرغم من امتلاكه شفتين كباقي البشر وحوزته للسان كبقيتهم وقدرته علي تحريك
لسانه للنطق ليصنع حروفا مترابطة تشكل كلمات يستطيع استخدامها للتواصل مع الآخرين
, ومع وجود الكثير من أصدقاءه الأعزاء علي قلبه , منهم من نشأ وتربي معه ,ومنهم من رافقه في رحلة التعليم
المضنية ومنهم من تعرف عليه في كل محطة من محطات حياته
, ومع وجود الإخوة ذكورا وإناثا متفاوتين في أعمارهم بين الكبير والصغير ومتفاوتين في طباعهم بين الهادئ والعصبي
, ومع وجود أباه وأمه
وبالرغم من خوضه مناقشات فكرية وعضلية كثيرة مع اصدقاءة في مختلف المجالات
الا انه "وحيد".
نعم هو وحيد منذ أن أعلنت الحكومة وجوده الرسمي في هذه الدنيا بإصدارها شهادة ميلاده
نعم هو وحيد مع نفسه لم يجد في هذه الدنيا الواسعة وطوال أعوام عمرة التي طوت صفحاتها وقد التصقت كل صفحة بأختها ببضع قطرات من دموعه التي انسكبت دون أن يدري ,
لم يجد طوال هذه الفترة من يبوح له بمكنون صدره.
لم يجد من يتلقي دموعه عنة في احلك لحظات حياتة .
لم يجد من يربت علي كتفة مهونا النكبات التي مر بها .
لم يجد من يشجعه علي خطوة هو مقدم عليها فيها خير له او يردة عن اخري فيها ضرر له.
لم يجد من يسري عنه هم قد جثم علي صدره كاد أن يزهق انفاسة .
لم يجد من ينظر في عينية ليستشف كم المرارة والاسي الذي يخفية خلف ابتسامتة وضحكتة.
لم يجد من يكتشف انه لم يتذوق للضحك والفرح طعما .
لم يجد من يحاول ان يمتص نرفوزيتة وعصبيتة او حتي يكتشف السر وراء ذلك.
لا يدري لماذا طبعه هذا في الكتمان مع ظن الآخرين انه كتاب مقروء أمامهم ,
في كل موقف كان له رأيا آخر ولكنه كان يحتفظ برأيه هذا لنفسه و لم يستطع أن ينطق به ,
كان كثيرا ما يلجأ إلي أخلائة مسرعا طالبا نصحهم وإرشادهم له في أحلك المواقف ولكنه لم يكن يسرد جوانب
المشكلة أو القصة كاملة ,
كان يحتفظ بذلك الجزء الكبير من كل الأحداث داخل غرفة مغلقة في صدره ليس لها بابا ولا شباكا ولا منفذا حتى لا
يستطيع أن يدخل احدا إليها ويري ما فيها ,
مع انه علي النقيض من ذلك مع الاخرين , فهو صديق وفي ناصح امين كاتم اسرار لاصحابة ,,,
كثيرا بل دائما ما يلجئون الية للنصح والمشورة وهو يهرع ليقدمها لهم علي طبق من البلاتين تفانيا في حبهم واخلاصا
وعشقا لهم .
كثيرا ما وضع نفسه في حجرة مظلمة سائلا إياها
لماذا أنا وحيدا في دنياي ؟
لماذا يصعب علي ان اقول وابوح بما في داخلي بصراحة ؟
ولكن من اين الوقت ليبوح بمخزون كل هذه السنوات من الأسي والألم , ومن ذا الذي سيتجرع بحرا من الصبر ليستمع اليه؟
, وهل سيغير ذلك ما قد مضي؟ ,
وهل سيجدي نفعا فيما هو قادم ؟
وهل سيعيده ذلك 20 سنة مضت من عمرة ؟
لم يجد جوابا علي اي من اسئلتة هذه التي تزاحمت في رأسة وكأنها سلطة فواكة قد اختلطت ببعضها دون نظام او ترتيب ,
او كأن كل سؤال منها قد انتقل من حيز الجماد و تحول لمطرقة تدق في جدار رأسة محاولة صنع طريقا للخارج
معتقدة ان الاجابة خارج هذا الرأس
, أسئلة غبية فعلا فكرها محدود بظنها ان العالم الخارجي هو الاجابات
يا لهذه السخافة !!
هل سيظل طوال عمرة مرتديا قناع الفرح ليخفي ملامح وجهه الحزينة الحقيقة؟
هل سيأتي اليوم الذي سيقابل فيه شخصا سيتجرأ علي رفع هذا القناع ؟
هل سياتي اليوم الذي سيجد فيه شخصا يتقاسم معه هذه الهموم بكل رحابة صدر؟
هل سياتي يوم الذي سيجد فيه شخصا يسمع كلاما مدتة اكثر من عشرين سنة ؟
قد يكون الحق معنا ولكننا لانحسن ان نشهد لهذا الحق علي ارض الواقع ولا نجيد ان
نبلغه للاخرين وقد يكون الباطل مع غيرنا لكنه يلبس هذا الباطل ثوب الحق ويجيد ان
يصل بباطله الي حيث ينبغي ان يصل الحق وحينئذ ينزوي الحق ويضعف كأنة مغلوب
ويتفق الباطل وينتفش كأنه غالب فيزداد اهل الحق الم وحزن وهذا لا يغير من الواقع
شئ فهي نتحرك جميعا لنصرة هذا الحق علما وعملا وخلقا وعرضا وبلاغة ودعوة
بحكمة وبصيره لننال شرف الانتساب الي رسولنا صلي الله عليه وسلم
0 Response to "وحيد .... لماذا ؟؟"
إرسال تعليق